أكثر من 13 شهرٍ مرّت على بدء حرب الكيان الصهيوني على قطاع غزة المُحاصر، وأكثر…
على أبواب الخلاص.. مخاض خطير يحيق بأبناء العرب السنة.
مقال رأي
لطالما تطلعت الشعوب العربية والإسلامية للخلاص من تلك المصائب الجاثمة على صدورهم والمتمثلة بالحكومات الوظيفية والميليشيات الإجرامية التي استمدت شرعيتها من النظام الدولي المبني أصلاً على هدم القيم وقمع الحريات وتكميم الأفواه ولعل أبرز تلك الأنظمة والعصابات المرتزقة التي اقتاتت على دماء وقلوب أهل السنة من العرب في الشام، هي عصابة الأسد المجرمة ومن لف لفيفها من ميليشيات وعصابات تختلف في شعاراتها المرفوعة وأهدافها المعلنة إلا أن الغاية التي تجمع كل هؤلاء المجرمين هي حربهم على المبادئ والقيم الإنسانية واستهدافهم بالدرجة الأولى عروبة الشعب السوري ودينه.
تواترت على هذه البلاد أشكال مختلفة من الاحتلال وتناوبت على قتل الشعوب وإلغاء هويتها العربية والإسلامية إلا أن جميعها ذهب لمزابل التاريخ وبقيت الشعوب صامدةً محافظةً على إرث حضاري وتاريخي لم يستطع المحتل أو وكلاؤه التلاعب به أو تزييفه، وليس لشيء إلا لأننا وعدونا كالزيت والماء لا يمكن خلطهما إلا خلال موجة تحريك قوية ثم ما يلبث أن يعود كل إلى أصله بعد فترة وجيزة.
دامت موجة التحريك هذه سنوات طوال أخذت من دماء الشعوب وأرزاقهم ما أخذت وكان الرابح فيها الاحتلال بكافة صوره من خلال تمكين أقليات ليست من الشعب ولا تحمل دينه أو قيمه ومبادئه على حساب أكثرية سلبت منها حق الإرادة في تقرير مصيرها والتصرف بخيرات بلادها وأراضيها، فبدءاً بميليشيات الأسد وشبيحته من الطائفة العلوية وليس انتهاءً بميليشيات قنديل المستوردة من الخارج للسيطرة على رقاب أهالي المنطقة الشرقية والتحكم بمقدراتها وحتى تنظيم داعش المحسوب من قبل الأطراف الدولية على أهل السنة أو بالأحرى “الشماعة” التي اتهمت بها الشعوب لسهولة السيطرة عليها ودعسها بآلة القتل والتهجير، لم يكن هذا التنظيم المخابراتي بأفضل من تلك العصابات فخدم الاحتلال وأذنابه أيما خدمة وقدم لهم رؤوس خيرة أبناء المناطق السنية، في الوقت الذي أرقت فيه تلك الرؤوس عصابات الاحتلال في طريق التحرر والاستقلال.
لم يكن الشعب السوري عامة وأبناء المنطقة الشرقية خاصة نادمين يوماً من الأيام على خروجهم ضد طاغية الشام ورموز نظامه البائد، ولكن لابد لكل ثورة ضد أعتى وأقذر عصابة، ومن خلفها أعتى قوى الأرض المجرمة، من كبوات وهفوات ولابد لها من عقبات كأداء لتخرج أفضل ما فيها، ويكون اعتمادها على الله وحده ليتنزل النصر المحتوم، ولكنها أيام عسيرة تحتاج للصبر وستنجلي بإذن الله وستشرق شمس الحرية لتعم ربوع البلاد المحررة بدماء الشهداء وكلمات الأحرار يحدوهم قول الشاعر:
لا يسلم الشرف الرفيع من الأذى ** حتى يراق على جوانبه الدم.
كتبه لشبكة “نداء الفرات” : أنس الهاشمي – ناشط ميداني
This Post Has 0 Comments